استشهد
القيادي الكبير ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد
الجعبري "أبو محمد" وأحد مرافقيه، في استهداف طائرة استطلاع إسرائيلية،
لسيارة مدنية من نوع "جيب" سكني اللون، قرب مفترق "السامر" بغزة.
من
جهتها زفت كتائب الشهيد عز الدين القسام القائد الكبير متعهدة باستمرار
المقاومة ، ومهددة الاحتلال برد كبير وقالت :"الاحتلال باغتيال الجعبري
فتحت على نفسها أبواب جهنم " .
ويشغل الجعبري، منصب نائب القائد
العام لكتائب القسام محمد الضيف، وتطلق عليه أجهزة الاحتلال المخابراتية
اسم "رئيس أركان حركة حماس" في دلالة منها إلى مكانته التي يحظى بها في
الحركة، وهو على رأس قائمة المطلوبين لـ(إسرائيل)، التي تتهمه بـ"أنه
المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها".
والجعبري من مواليد
عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس
تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وله "بصماته في التغيير الدرامي
للجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلي له، وقد ظل متمسكاً
بملف الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو/ حزيران 2006.
ومن أبرز تصريحاته قوله:" ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وكان
قد صرح في رسالة نشرتها مجلة "درب العزة" التي تصدر عن المكتب الإعلامي
لكتائب القسام في ذكرى الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة:" كتائب القسام
لم ولن تسقط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى
وقهر العدو الغاصب المجرم"، مضيفاً:" عيوننا ستبقى دوماً صوب القدس
والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوماً
إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً".
واستهل الجعبري حياته
النضالية في صفوف حركة "فتح"، وقد اعتقل مع بداية عقد الثمانينيات على يد
قوات الاحتلال وأمضى 13 عاماً، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح
خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982.
وخلال وجوده في السجن،
أنهى الجعبري علاقته بحركة "فتح"، وانتمى لـ"حماس" وعمل بمكتب القيادة
السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم: الشهيد
عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد إسماعيل أبو شنب، والشهيد نزار الريان،
والشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ الشهيد صلاح
شحادة.
وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام
1995 على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم
عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة
لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك.
في
تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف،
والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ
صلاح شحادة في بناء كتائب القسام، ما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة
في العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم
الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية
في القطاع.
وقد ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب
القسام، إلى حين اغتالت (إسرائيل) الشيخ شحادة عام 2002، وفشلت في محاولة
اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها بـ"جروح بالغة وإعاقات غير
محددة"، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب
"الضيف" القائد العام للكتائب في فلسطين.
وتعرض رجل "صفقة الأحرار"
لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته
بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من
أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية.
ويتميز
الجعبري بقدرات كبيرة جداً تؤهله لقيادة الكتائب، وبالرغم من حالة التهديد
والاستهداف التي يتعرض لها من قبل (إسرائيل) إلا أنه ما زال يواصل نشاطه
بكثافة تحت إجراءات أمنية معقدة