فحييت إذ فاجأتها فـتـلـهـفـت
وكادت بمكتوم التحية تـجـهـر
وقالت وعضت بالبنان: فضحتنـي
وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسـر
أريتك إن هنا عليك ولـم تـخـف
رقيباً وحولي من عدوك حضـر
فوالله ما أدري أتعـجـيل حـاجة
سرت بك أم قد نام من كنت تحذر
فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى
إليك وما عين من الناس تنـظـر
فلما تقضى الـلـيل إلا قـلـيلـه
وكادت توالي نجمـه تـتـغـور
أشارت بأن الحي قد حان منـهـم
هبوب ولكن موعد لـك عـزور
فما راعني إلا منـاد بـرحـلة
وقد لاح مفتر من الصبح أشقر
فلما رأت من قد تنور مـنـهـم
وأيقاظهم قالت: أشر كيف تأمر
فقلت: أباديهم فإمـا أفـوتـهـم
وإما أسل السيف ثأراً فـيثـأر
فقالت: أتحقيقاً لما قال كـاشـح
علينا وتصديقاً لما كـان يؤثـر
وإن كان ما لابد منـه فـغـيره
من الأمر أدنى للخفاء وأستـر
أقص على أختي بدء حـديثـنـا
وما لي من أن يعلما متـأخـر
لعلهما أن يبغيا لك مـخـرجـاً
وأن يرحبا سرباً بما كنت أحصر
فقالت لأختيها: أعينا على فتـى
أتى زائراً والأمر للأمر يقـدر
فأقبلتا فارتاعتـا ثـم قـالـتـا:
اقلي عليك اللوم فالخطب أيسر
يقوم فيمشي بيننـا مـتـنـكـراً
فلا سرنا يفشو ولا هو يظهـر
وكان مجني دون من كنت أتقـي