أخط وأمحو كالأطفال
ماذا أريد أن أكتب ؟ ولماذا لا أستطيع أن أكتب ؟ القلم حاد كالسيف والورقة بيضاء رقيقة جميلة عطرة تغرى بالكتابة ,,فلماذا اليد ترتعش ؟ والحروف تتناثر بلا معنى أو هدف
ضممت القلم والورقة رفقاء العمر ..بحنان..أبعث فيهما دفئا داخليا .. حاولت ثانية أن أكتب..فأخذت اليد ترتعش من جديد ..والقلم يهر تل بحروف غير مفهومة
إذن الوقت غير مناسب للكتابة ..وضعت القلم والورقة جانبا..لكن الألم لم يزل يعربد بين جنباتي..لماذا لم يبح القلم ويرحمني مما أعاني ..لماذا عصاني وتمرد علي؟ هل كانت مشاعري أكبر من قدرة القلم على التعبير وأكبر من قدرة الورقة على الاحتواء ..لا أعرف إلا أننى لم أستطع أن أفرغ آلامي على الورق..
شعرت بالاختناق..دقاتي تتعالى..أنفاسي تلهث..دمائي تغلى في العروق ..كنت أريد البكاء ..أبت الدموع كعادتها أن تستجيب لرجائي ..لا أبكى عندما أريد .. ..قمة الضعف أن يعتصرني الحزن ولا تترجمه الدموع ..تعودت الأ أدع شيئا يبكيني ..وألا يرى أحد دموعي ..ولكني بالفعل وحيدة ..لن يراني أحد فلماذا لا تستجيب تتحجر الدموع بمآقيها بكل إباء..أريد أن أتنفس ..شعرت بثقل الهواء ..وكأنه لا يمر برفق عبر رئتي..ينتفض الجسد ..ويحتار العقل ..أما لهذا الليل أن ينتهي ..ألن يأتى الفجر سريعا لأتخلص من ظلمات هذا الليل الطويل ..ألن تشرق الشمس غدا بصبح جديد ..فكرت أن أخلد للنوم ..ولكن كيف النوم والآلام تفترسني ..تفتك بي ..وليس لدي ما يدفع عني هذه الآلام أو يشفيها ..أمسكت كتابا كي أدفن نفسي بين طيا ته ..فلم أفهم حرفا ..جربت المذياع ..لم أسمع شيئا ..أغلقت كليهما ..ذهبت لفراشي ..ألقيت برأسي المتعب على وسائدي الوثيرة..أخفيت رأسي وقلبي وخيالي ونفسي ..واستسلمت للبكاء ..كأني لم أبك من قبل…