الخطوبة هي الخطوة الأولى للزواج، تتيح الرؤية الشرعية للخطيبين كي يدرس كل منهما طباع الآخر، ويتخذ القرار بإتمام الإجراءات، أو الاعتذار بعدم وجود قسمة ونصيب، لكن مع تطور العصر، والانفتاح في تحركات الفتاة في مواقع العمل والأماكن العامة، هل أصبحت الأسرة العربية تتقبل خروج ابنتها المخطوبة مع خطيبها ؟ وفيم تختلف مراسم الخطوبة من بلد إلى آخر؟ ما المباح وما المحظور في تلك الفترة؟
هذه التساؤلات وغيرها طُرحت على الشباب والفتيات والأمهات وأولياء الأمور، في 6 مدن عربية، فانقسموا في إجاباتهم ما بين مؤيد لخروجهما معاً، ومعارض .
السعودية:
يختلف التعامل في فترة الخطوبة، باختلاف عادات وتقاليد كل منطقة في السعودية، بل قد تختلف الأسر في التعامل مع الخاطب داخل المدينة الواحدة، وفقاً لمفهوم الخطوبة لدى كل منها، ففي بعض المناطق لا يتمكن الخاطب من رؤية مخطوبته قبل عقد القران، ولا يراها إلا في يوم الزفاف، وفي مناطق أخرى يسمح لهما بالرؤية الشرعية مع وجود محرم, ولطبيعة المجتمع السعودي المحافظ، تتشدد كثير من الأسر اتجاه خروج الفتاة مع خطيبها، خشية لما قد يترتب على هذا الخروج من مضار .
الإمارات:
قد يبدو المجتمع الإماراتي أكثر انفتاحاً عن نظيره السعودي فيما يتعلق بعلاقة الخطيبين، لكن بسؤال بعض الإماراتيات، لم يصمد هذا الاحتمال، فالعادات والتقاليد هنا تشدد على منع الفتاة من الخروج مع خطيبها قبل عقد القران، وقد لا يسمح للفتاة بالخروج مع خطيبها إلا بعد إتمام حفل الزواج والدخلة .
والأماكن المرشحة لنزهة الخطيبين، كما تقول نور حمام، تنفيذية إعلامية بنادي سيدات الشارقة، هي المطاعم أو السينما أو الحفلات برفقة أحد من الأهل، وفي جميع الأحوال لا يسمح بخروج الفتاة مع خطيبها إلا بوجود الأخت أو الأم .
حتى لو عقد القران، فهناك شرط آخر لخروجها معه، حسب رأي أميرة شعبان الجريري، تنفيذية تسويق، ألا وهو ألا تزيد فترة غيابها معه عن ساعات قليلة، بعض الأهالي يشترطون وجود مرافق معهما، وآخرون يرفضون الفكرة نهائياً .
مصر:
تعتبر مصر أكثر انفتاحاً في هذه المسألة، وتختلف العادات التي تلتزم بها الأسرة المصرية فور إعلان الخطوبة، باختلاف ثقافتها وشريحتها المجتمعية والفكرية، وتتفاوت بين المدينة والقرية، بل بين مدينة وأخرى، ففي المدن الكبيرة تخف حدة الضوابط الاجتماعية، ويكون الشباب أكثر انفتاحاً، ويصبح من حق المخطوبين الخروج معًا، سواء في وجود محرم أو لا، بهدف التقارب فكرياً، بينما يختلف الحال تماماً في القرية، فممنوع جلوسهما معاً، إلا بعد عقد القران، خشية من كلام الناس، والاتهامات الباطلة التي تؤثر على سمعة الفتاة لو فُسخت الخطبة!
عن الأماكن التي يرتادها مع خطيبته، يحكي أحمد أسامة، فنان تشكيلي: "مثلاً يمكن أن أدعوها للعشاء في مطعم هادي أو كافيه أنيق، وغالباً ما يكون الأصدقاء في انتظارنا، أو حتى نذهب معاً إلى السينما أو نشاهد عرضاً مسرحياً جديداً, ولكن لا يمكن أن أدعوها لحفل راقص أو ما شابه ذلك، فهي سترفض بالطبع، كما أن والدها متشدد في مثل هذه الأمور وقد يفترسني".
البحرين:
برغم أن المجتمع البحريني خليجي في عاداته وتقاليده، فإنه أكثر مرونة في مسألة خروج الفتاة مع خطيبها, حيث هناك فترة زمنية قصيرة تفصل بين المقابلة الأولى للتعرف على العروس، وبين إتمام العقد .
وتشير ليلى مال الله، صحفية، إلى أن الأهل يرفضون أن تخرج الفتاة مع خاطبها قبل العقد، بل لا يعتبران خطيبين بالفعل إلا بعد ذلك العقد، فيسمح لهما بالخروج معاً خلال هذه الفترة، باعتباره زوجها شرعاً فلا تتحجب عنه، ولا حاجة لوجود محرم، وعادة ما تكون فسحة أو خروج الخطيبين في الأماكن العائلية والترفيهية .
اليمن:
هنا مجتمع محافظ على عاداته وتقاليده، فالأسرة تمنع ابنتها من الخروج مع خطيبها مهما كانت الأسباب، بل إن بعض الأسر ترفض أن يرى الخطيب خطيبته، وتَعْهد بمهمة تلبيس دبلة الخطوبة لخطيبته إلى أم العريس أو أخته أثناء الحفلة .
هذا التقرير صورة مصغرة عن آراء الناس في بعض البلدان نترك لكم الآن حرية العبير عن رأيكم في هذا الموضوع و خاصة أنه ليس من الضروري أن يكون رأي أي شخص متوافق مع نظرة المجتمع و البلد الذي يعيش فيه بشأن هذا الموضوع .... فما رأيكم ؟؟؟