أسفر تزامن تشييع جثمان الممثل المصري الشهير يوسف داود مع الإعلان عن نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في البلاد عن تخلف زملائه النجوم بالحضور لوداع الفنان الراحل في الكنيسة المرقسية بالاسكندرية. وقد أثار ما اعتبره محبو الفنان داوود تجاهل الفنانين له غضباً شديدً في نفوسهم مما عرض النجوم لانتقادات لاذعة من قِبل الجماهير المستاءة.
وبعد الانتهاء من مراسم الدفن أعلنت أرملة الممثل الكبير عن إقامة عزاء له في الكنيسة البطرسية بالكاثدرائية في حي العباسية بالقاهرة، فحضر عدد من مشاهير الفنانين لتقديم واجب العزاء، على رأسهم نقيب الفنانين أشرف عبد الغفور والمخرجان سمير خفاجي وعمرو عبد العزيز، والنجمتان يسرا وإلهام شاهين، كما كان الممثل هاني رمزي حاضراً الى جانب محمد أبو داوود ونهال عنبر وأميرة العايدي ورجاء الجداوي وهالة صدقي ولطفي لبيب ومنير مكرم والممثل الكبير محمد وفيق.
على الرغم من ان يوسف داود واسمه الحقيقي يوسف جرجس صليب ولد في عام 1938 إلا انه تفرغ للفن بالكامل بعد ان تجاوز سنه الـ 43 عاماً، فلمع نجمه الساطع متأخراً بعض الشئ مقارنة مع أبناء جيله من الفنانين. ويعد داود أحد أبرز أبطال الأدوار الثانية في الأعمال الفنية، وقد تميز بابتسامته العريضة وبنبرة صوت يصعب ان يختلط على من يسمعها هوية صاحبها، وبضحكة وضعت اسمه الى جانب اسم نجم الكوميديا فائق حسن الذي كانت لضحكته نكهة ورونقاً خاصين.
شارك الفنان الراحل مع الكثير من نجوم الصف الأول في مصر بالعديد من الأفلام والمسرحيات، يُذكر منهم كمال الشناوي وعمر الشريف وعادل إمام ومحمد صبحي ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وغيرهم. ويبدو ان الفنان الكبير الملقب بمهندس الكوميديا أبى الا أن تقترن صورته بالحزن والدموع، فرحل بهدوء بعيداً عن الأضواء، ليتذكره مشاهدوه ومحبوه بشوشاً وضاحكاً أبداً.