معنى اسم (الرحمن)
الرَّحمن: هو المتفضل بالشفاء على جميع المخلوقات. صفةُ الرحمن تعمُّ كلَّ موجود، ويشمل خيرها كل مخلوق. والله تعالى باسم (الرحمن) يتجلى على المريض والفقير والمهموم والمحزون، فيكون المرضُ والفقرُ والهمُّ والحزنُ، وكلُّ بلاء وعذاب، كلُّ ذلك يكون رحمةٌ من الله، إذْ بها يحصل الشفاء النفسي، والتدرج من حالٍ إلى حال.
فكثيراً ما يكون البلاء سبباً في الرجوع إلى أمر الله، وداعياً يدعو النفس المعرضة إلى الاقبال على الله، وهنالك يحصل لها بإقبالها الشفاء والخلاص مما علق بها من أدران.
وبصورة عامة البلاء لمن يستحقه خيرٌ ورحمةٌ من الله، وهو دائماً يعود على صاحبه بالخيرات.
فباسم (الرحمن) يعود المرضُ على المريض صحة، وينقلب الفقر غنى، والإخفاق نجاحاً، والعسرُ يسراً، وباسم (الرحمن)، تتدرج سائر المخلوقات حتى الجمادات والحيوانات في تذوُّق الفضل الإلهي آناً بعد آن؛ وباسم (الرحمن)، صارَ خروجك أيها الإنسان من العدم إلى الوجود، وبه تحيا وتنبعث فيك الحياة بعد الموت؛ وباسم (الرحمن)، يتدرَّج المؤمن في المعرفة الإلهية من كمال إلى أكمل يوماً بعد يوم؛ وباسم (الرحمن) يزداد عذاب أهل النار، وهنالك يُنسيهم حريقها الشديد ألَمَ أمراضهم النفسية التي نشأت بسبب سيرهم مع هواهم في الدنيا وعصيانهم لأوامر رب العالمين، فهم يغيبون في عذاب النار الشديد عن عذاب نفوسهم الغليظ وفتك أمراضها الذَّريع. وباسم (الرحمن)يتجلى الله في الجنة على المؤمنين {الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فيرتقون في منازل القرب، ويعرجون في معارج الكمال، فمن كمال إلى أكمل، وهكذا ولا ينقطع خير هذا الاسم أبداً ولا ينتهي فضل الرحمن.
فالرحمن إذاً هو المتجلي على عباده بالرحمة، وذلك ليس خاصاً بأهل الطاعة من المؤمنين، فالخلق جميعاً تشملهم رحمته تعالى بما يناسب في الدنيا والآخرة. فترى المؤمنين في الجنة يتمتعون بما أعدَّ لهم ربهم وبما يتناسب مع حالهم من النعيم المقيم.