فأشار إلى الاختلافات التكوينية بين الجنسين والتي من أهماها أن المريخيين، ويقصد الرجال، يمجدون "القوة والكفاءة والفاعلية والإنجاز". إنهم دائما يعملون أشياء ليبرهنوا عن أنفسهم، ويطوروا مهارات القوة لديهم. ويحدد مفهوم الذات لديهم بواسطة قدرتهم على تحقيق نتائج.. يهتمون بالمدركات الحسية والأشياء، بدلا من الناس والمشاعر، أن تقدم للرجل نصيحة، دون التماس، يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل".
بينما الزهريات، وهن النساء، فهن على النقيض تماما، " يقدرن الحب والاتصال والجمال والعلاقات. لأن فكرتهن عن أنفسهن تتحدد عن طريق مشاعرهن ونوعية علاقاتهن. إنهن يشعرن بالإشباع بالمشاركة والتواصل. لباسهن وفقا لمشاعرهن. يغيرن لباسهن تبعا لتغير مزاجهن .. البوح بمشاعرهن أهم من تحقيق الأهداف.
وبناء عليه فإن المواقف السلوكية تتباين تماما، فبينما يبحث الرجل عن ذاته بالصمت، تريد المرأة أن تجد ذاتها في الكلام والبوح. بينما يهتم الرجل بالكم، تفضل هي النوع، بينما يريد الرجل أن يهدي باقة ورد من أربع وعشرين وردة للبرهنة على حبه، تفضل المرأة وردة واحدة كل يوم خلال أربعة وعشرين يوما، وبألوان مختلفة.
بينما يذهب الرجل إلى هدفه مباشرة فإن المرأة تسلك المسار الدائري قبل أن تصل إلى هدفها، حين يريد الرجل أن يشتري حذاء مثلا، فإنه يقصد أقرب محل ويشتري أول زوج يثير فضوله، أما المرأة فإنها تجدها فرصة مناسبة لزيارة كل المحلات حتى تلك التي لا تبيع الأحذية، قبل أن تطوف محلات بيع الأحذية كاملة، ليتسنى لها أن تشتري الأجمل في نظرها .
انعدام التواصل
في كتاب "الرجال من المريخ النساء من الزهرة"، يؤكد الباحث جون جراي، انه رغم ما يبدو من أن التخاطب بين حواء وآدم بلغة واحدة مفهومة للطرفين، إلا أن الواقع يكشف أن لغة المرأة ليست هي لغة الرجل، أنهما لا يتواصلان وإن كانا يتحدثان لغة واحدة، والسبب في رأي الكاتب راجع إلى التأويل، إذ يبدو واضحا أن ما تريده المرأة من خطابها ليس ما يريده الرجل قطعا، ويقدم لذلك أمثلة كثيرة عن هذا التفاوت في التأويل.
حينما تقول المرأة "نحن لا نخرج أبدا" فالرجل يفهم أن المرأة جاحدة للنعمة، أوكاذبة لأنهما خرجا مرات عدة، بينما مقصود المرأة:
- أشعر برغبة في الخروج وعمل شيء سوية.
- نحن دائما نقضي وقتا ممتعا وأحب أن أكون معك. ما رأيك؟
- هل تأخذني للعشاء خارج المنزل؟
-لقد مرت عدة أيام منذ أن خرجنا.