اتعجب من هذه التركيبة الجينية العجيبة للمرأة والتى تجعلها تعتقد انها يمكن ان تغير رجل وتجعل منه زوج رائع اتعجب من استهتارها بكل التجارب الانساية التى يرويها البشر على مر العصور وضربها بمقولة "الطبع يغلب التطبع" عرض الحائط.
اننى استطيع ان اصدق الرجل اذا قال انه ليس من النوع الذى يستطيع الزواج واستطيع ايضا تفهم موقف المرأة ورغبتها اعطائه فرصة للتغير وحتى يكون صورة مختلفة عن الزواج ولكن السؤال الاهم هو ما هى فرصة المرأة ان تكون سعيدة مع الرجل الجديد الذى سوف تحصل عليه ،فمن الممكن ان تحصل على شخص غير متوفر عاطفيا حتى لو كان حاضر بدنيا، قد تحصل على شخص لديه مبرر دائم لخيانته لها بانه كان لايريد الزواج ويطوق الى حياة الحرية ،سوف تحصل على الرجل الذى يبدى كل شئ فالحياة عليها والذى يتركها دون مبالاة عند اول دعوة لقضاء سهرة بالخارج.
والنهج الاكثر منطقية لاختيار الزوج المناسب هو ان تختار المرأة الرجل الذى لا تريد ان تغير به شئ وان تستطيع التعايش معه كما هو مع اقتناعها انه لا يوجد شخص كامل ولكنها قادرة على تحمل عيوبه، استطيع ان اتفهم عدم وجود كمياء بين اثنين من الناس تلك الشرارة اللازمة لحدوث الحديث الاول بينهما ولكن ما لا استطيع ان افهمه ان تحدث هذه الشرارة وتكون بالفعل ترغب فى شخص ما "الا اذا" تلك الكلمة التى ليس لها اى مبرر فاما اريد هذا الشخص كما هو واما لا اريده اطلاقا.
واصعب ما فى العلاقة بين الزوجين هو ان تكتشف المرأة انها حصلت فالنهاية على هذا الزوج الذى لا يصلح للزواج وهنا عزيزتى لا تحاولى اصلاح او تغير اى شئ به لانه لايستحق عنائك.
وتمر لعبة الزواج هذه بثلاث مراحل:
المرحلة الاولى وهى من ازهى واجمل المراحل فهى مرحلة الوقوع فى الحب فالحب هذا الشعور الرائع وكأنك تسبح فى الفضاء وان الكون بأسره يبتسم لك، وهى المرحلة التى يكون فيها كلا الطرفين واضعين غمامات على اعينهم لايريدون رؤية الاعلام الحمراء التى تلوح من بعيد اذعانا بفشل العلاقة وفى هذة المرحلة لا يفكر كلا الطرفين بتغير الاخر ويكونوا فى منتهى الرضى عن بعضهما.
وننتقل للمرحلة الثانية وهى هذا الشعور بالراحة المستمد من الوقوع فى الحب ولكن هذا الشعور لا يصل الى ابعد مداه مثل المرحلة الاولى ففى هذة المرحلة تظهر الاختلافات ومحاولات التغير،اذا كنت محظوظ واستطعت اجتياز المرحلة الثانية بنجاح فانك تنتقل للمرحلة الثالثة وهى مرحلة المحبة الدائمة.
وبطبيعة الحال فان الوضع المثالى لتجربة الزواج هو مرورها بالثلاث مراحل ولكن للاسف كثير من الناس يعيشون المرحلة الاولى وجرء صغير من المرحلة الثانية وعندما تضح العيوب ويسعى كلا الطرفين لتغير الاخر تبدأ العلاقة فى الانهيار ويبدأ الرجل الذى لايصلح للزواج فى الظهور معلنا عن نفسه وبقوة، يبدو الامر كأنه لعبة الكراسى الموسيقية يتبادل فيها الرجل والمرأة الكراسى فكل منهما يبحث عن مكانه الصحيح فى حياة الاخر وقليلون هم من يختارون الكراسى بدقة وينجحون فى علاقتهم ، فعليك حواء ان تتعلمى فن اختيار الكرسى الملائم لك واجذرى من اشباه الرجال الذين لا يصلحون للزواج.